منقول للفائدهعرضنا فى باب سابق الدعم السياسى الامريكى لاسرائيل 00 وهذا يدفعنا للتساؤل عن سر هذا الارتباط العميق " لعل الارتباط مثل الحبل السرى هو أفضل تعبير " 00 فالسياسة الامريكية لاتعرف العدل ولا الانصاف ولاتنخدع بالاوهام التى يرددها اليهود عن اضطهادهم فى بقعة بها أمواج من البشر العرب المسلمين الذين يشكلون خطراً داهماً عليها 00 ان السياسة الامريكية لاتعرف سوى لغة المصالح والقوة فقط 00 وهنا نعرض لقوة اللوبى اليهودى ومنظمات الضغط والمصالح اليهودية فى امريكا وهى منظمات بالغة القوة والتأثير والقدرة على النفاذ الى مراكز صنع القرار 00 وستعرض هنا لبعضاً منها 00 والمصارف التى يستخدم فيها هذه المساعدات 00
برزت خلال انتفاضة الاقصى المباركة سواء الاولى أو الثانية اسئلة عدة عن حجم وطبيعة المساعدات الاميركية لإسرائيل، وتسارعت وتيرة الاهتمام بتلك المساعدات بعد ارتكاب الجيش الاسرائيلي مجازر فاقت التصور الانساني في الاراضي الفلسطينية خصوصا بعد الاجتياح الدامى لمدن قطاع غزة والقطاع فى 2002 وذلك من خلال استخدامه للأسلحة الاميركية الفتاكة. فمنذ العام 1948 تجاوبت الادارات الاميركية المتعاقبة مع الاستراتيجية التي تقوم على تطوير التحالف مع اسرائيل وترسيخه في مختلف الميادين، بيد ان المساعدات الاميركية لاسرائيل برزت بكونها الأهم في اطار هذا التحالف، فحلت العديد من الازمات الاقتصادية الاسرائيلية او حدت منها على الأقل، ناهيك عن أثرها الهام في تحديث الآلة العسكرية الاسرائيلية وتجهيزها بصنوف التكنولوجيا الاميركية المتطورة. وفي هذا السياق، قدرت قيمة المساعدات الاميركية لإسرائيل خلال الفترة (1951 2002) بنحو 83 مليار دولار منها نحو 61 في المائة هي قيمة المساعدات العسكرية، 39 في المائة قيمة المساعدات الاقتصادية، ومن المقدر ان تصل قيمة المساعدات الاميركية لإسرائيل الى نحو 100مليار دولار في عام 2005 .
ويلحظ المتتبع للعلاقات الاميركية الاسرائيلية، التفاوت بين قيمة المساعدات الاميركية لإسرائيل بشقيها الاقتصادي والعسكري. فخلال الفترة (1951 1958)، كانت المساعدات بمجملها اقتصادية، وقد بلغت 4.440 مليون دولار وتطورت لتشمل في الفترة (1959 1967) معونات عسكرية، فمن بين 3.550 مليون دولار هي قيمة المساعدات في تلك الفترة، كان هناك 4.75 في المائة مساعدات اقتصادية، في حين شكلت المساعدات العسكرية 6.24 في المائة. وخلال الفترة المذكورة كانت سنة 1966 السنة الوحيدة التي كانت فيها نسبة المساعدات العسكرية تفوق نسبة المساعدات الاقتصادية فبلغت 71 في المائة، اي نحو 90 مليون دولار من اصل 8،126 مليون دولار هي قيمة المساعدات في السنة المذكورة.
تمويل التوسّع في الأراضي العربية..
كان لهذا التحول دور مهم في تمويل التوسع الاسرائيلي في الاراضي العربية في الخامس من حزيران 1967، هذا التوسع الذي اعتبر منعطفا تاريخيا بين المرحلة التي كانت تؤدي فيها اسرائيل دورا مهما في اطار المصالح الاميركية، وبين المرحلة التي أصبحت فيها تؤدي الدور الرئيسي لتحقيق مصالح الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الاوسط، فأخذت نسبة المساعدات العسكرية بالتزايد بحيث بلغت 7.87 في المائة من اجمالي قيمة المساعدات الاميركية لإسرائيل خلال الفترة (1968 1974) والبالغة نحو 2،4263 مليون دولار، وكانت سنة 1974 السنة القياسية للمساعدات العسكرية الاميركية لإسرائيل خلال الفترة المذكورة وذلك لتعويضها خسارتها في حرب تشرين الاول/ اكتوبر 1973 في الجبهتين المصرية والسورية، فبلغ مجموع قيمة الدعم العسكري نحو 2،2482 مليون دولار، اي ما نسبته 66 في المائة مجموع المساعدات العسكرية خلال الفترة (1965 1974).
تعويض الانسحاب من سيناء..
وقد ازدادت المساعدات الاميركية الحكومية لإسرائيل مع زيادة الاعتماد الاميركي على دورها في الشرق الاوسط، فوصلت قيمة المساعدات خلال الفترة (1975 1982) الى 17804 ملايين دولار، منها 3،66 في المائة مساعدات عسكرية، وكان الدعم العسكري في العام 1979 قياسيا خلال تلك الفترة فبلغ 83 في المائة من اجمالي المساعدات في السنة المذكورة والبالغة 9،4815 مليون دولار، ومرد هذا الارتفاع في نسبة المساعدات العسكرية، المحاولات الاميركية الحثيثة لتعويض اسرائيل عن انسحابها من شبه جزيرة سيناء المصرية، واقامة قواعد عسكرية ومطارات اسرائيلية فضلا عن رادارات لمراقبة المناطق العربية المحيطة بالدولة العبرية.
استمرت الولايات المتحدة في دعمها المالي والعسكري لإسرائيل فوصلت قيمة ذلك الدعم الى 17879 مليون دولار خلال الفترة (1983 1988) اي نحو 4.25 في المائة من إجمالي المساعدات الاميركية لإسرائيل خلال الفترة (1951 2002) اي 1.54 في المائة من اجمالي المساعدات، اذ قدمت الولايات المتحدة الاميركية مساعدة اقتصادية طارئة لإسرائيل خلال العام 1985 بلغت قيمتها نحو 1500 مليون دولار، وذلك لإنقاذ الاقتصاد الاسرائيلي من ازمات التضخم آنذاك وتوالت المساعدات الاميركية لإسرائيل خلال الفترة (1989 2002) وبنفس الوتائر السابقة، على رغم حدوث حرب الخليج الثانية وتغير دور اسرائيل الشرق اوسطي، من جهة وانهيار الاتحاد السوفياتي من جهة اخرى. (انظر الجدول رقم1)
استيعاب المهاجرين..
وصلت قيمة المساعدات خلال تلك الفترة الى نحو 42000 مليون دولار، منها 60 في المائة على شكل مساعدات عسكرية، و40 في المائة على شكل مساعدات اقتصادية، وقد قدمت الولايات المتحدة خلال تلك الفترة مساعدات اقتصادية اضافية لاستيعاب المهاجرين اليهود من دول الاتحاد السوفياتي والذين يتجاوز مجموعهم منذ العام 1990 وحتى العام الحالي 2002 مليون يهودي، ناهيك عن مساعدات عسكرية بحجة تعويض اسرائيل عن اضرار حرب الخليج، ومن المقدر ان يصل مجموع المساعدات الاميركية حتى العام 2002 الى 83 مليار دولار اميركي، في اطار المساعدة الاميركية الحكومية (3 مليارات سنويا) وبالنسبة الى مستقبل المساعدات الاميركية لإسرائيل، فهذا يرتبط الى حد كبير بالعلاقات الاستراتيحية الاميركية الاسرائيلية، من جهة، وبنفوذ اللوبي اليهودي في مراكز القرار الاميركي من جهة اخرى، والمتتبع لتلك العلاقة يلحظ ان نفوذ اليهود المنظم في الولايات المتحدة، وكذلك اهمية دور اسرائيل في اطار المصالح الاميركية الشرق اوسطية سيبقي على تلك المساعدات في المدى المنظور، وان الحديث في الاوساط الاميركية والاسرائيلية عن امكان استغناء اسرائيل عن تلك المساعدات في ظل تحقيق اسرائيل لمعدلات نمو اقتصادي يفوق معدلات النمو السكاني فيها، هو ضرب من ضروب الخيال في المدى المنظور، خصوصا وان تلك المساعدات ساعدت اسرائيل في استيعاب الكثير من المهاجرين اليهود في الماضي، وحدّت من تفاقم بعض المشكلات الاقتصادية الاسرائيلية .
تمويل التوسع والحملات العسكرية الاسرائيلية المختلفة، ومن بينها تمويل الجيش الاسرائيلي في ارتكاب مجازر منظمة في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية حيث كان الأبرز مجزرة مخيم جنين.. تحت مسمى محاربة الارهاب وكسر القاعدة التحتيه له بتعقب ابناء المقاومة الشرفاء .
تعويض الاقتصاد الاسرائيلى عن الاضرار البالغة التى تعرض لها بسبب الانتفاضة الثانية 00 حيث سببت خسائر فادحة للاقتصاد الاسرائيلى تجاوزت المليارات بسبب الخسارة فى قطاع السياحة وغيره .
وعليه يصبح بالتقريب مجموع المساعدات الأمريكية لاسرائيل خلال الفترة نحو (80) مليار دولار منها 60% مساعدات عسـكرية و 39% اقتصادية.
دوراللوبي اليهودى فى الولايات المتحدة في الابقاء على المساعدات الامريكية..
اللوبي كمصطلح سياسي يعني مجموعة من العملاء النشطاء، الذين لهم مصالح خاصة، ويمارسون الضغوط على الموظفين الرسميين خصوصاً المشــرعين، وذلك للتأثير عليهم، أثناء ممارسة عملهم، أما الطبعة الدولية من قاموس "ويبستر"، فتذكر التعريف التالي: أشخاص يترددون على ردهات المجلس، أو أشخاص ليسوا أعضاء في المجلس التشريعي ولا يحملون صفة رسمية، أو يشغلون مناصب حكومية، يحاولون التأثير على المشتركين، أو الشخصيات العامة، من خلال الصلات الخاصة، وذلك بهدف تشريع معين، أو اتخاذ قرارات محددة .
قد يكون هذا مدخلاً لمعرفة مستوى نفوذ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكيــة وبالتحديد في مواقع القرار، وكذلك حقيقة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، آليات عملها لاستمالة العلاقات الأمريكية الاسرائيلية لصالح اسرائيل في إطار المصالح الأمريكية الشرق أوسطية، أسئلة عديدة سنحاول الإجابة عليها في سياق عرضنا، محاولين في ذات الوقت استشراف مستقبل هذه العلاقة الخاصة في سياق المشهد الدولي، التي تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية القطب الاوحد فيه .
المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة..
يتجلى النهج الصهيوني في أنماط متعددة، بعضها رئيسي وبعضها فرعي، وأهم هذه الأنماط إطلاقاً، و أشدها سيطرة على النهج بأكمله، هو النمط المرحلي، فالمرحلية هي اللون السائد في لوحة الصهيونية او النغم السائد في معزوفتها، أو الخيط المتصل في نسيجها، والحديث عن النهج الصهيوني أو البرنامج الصهيوني هو في أصدق معانيه، الحديث عن النمط المرحلي الذي يتخلله بأكمله ويتجلى في كل لحظة من لحظاته وفي كل حركة من حركاته، وقوام فكرة المرحلية في نظرية العمل الصهيوني، تفاعل أربعة مبادئ :
أولاً: الواقعية، التي تعين الحد الأقصى لما تطالب به الحركة الصهيونية في كل ظرف، طبقاً لأوضاعه وإمكانياته.
ثانياً: المرونة، التي تقوم بتكييف الأشكال والوسائل.
ثالثاً: مبدأ اللاتراجع، الذي يعين الحد الأدنى للمطالب الصهيونية في كل ظرف.